عَجَبي شدِيدٌ إنْ يكادُ لَيَنْتَهي***في كُلِّ أَمرٍ غيرِ شِبْهِ الأَعْبُدِ
رجلٌ خَوِيٌّ بل عَوِيٌّ ناتئٌ***بينَ النَّخِيلِ بفِسْلِه المُتَمرِّدِ
ماذا يُقالُ لمثْلِه ولِشَكْلِه***إلاّ البَيَانُ فثَمَّ يُوضَحُ مقْصِدِي
فإنِ اسْتَجابَ -وهل لنا من مثلِه***في أَن يجيبَ- فأَوْبَةٌ مِنْ مُبْتَدِي
وإنِ اسْتَمَرَّ على الضّلالِ فشَأْنُهُ***وَنِبَالُنا رَشْقٌ بِقَفْرٍ أَجْرَدِ
يا سادِراً في غَيِّهِ ماذا بد***اأَتُرِيدُ جهلَكَ قُدْوَةً للْمُقْتَدِي
خابَتْ «حَقِيقتُكَ» الّتي هيَ باطِلٌ***فيها مُخالَفةُ الإمامِ السَّيِّدِ
أَحَشَرْتَهُ يا جاحِداً في زُمْرَةٍ***مِن أَهلِ سُوءٍ فَلْتَخِبْ مِنْ جاحِدِ
فيها الهُراءُ وحِقْدُ نَفْسِكَ ظاهِرٌ***وتفاهَةُ الْفَحْوَى وَمَذْهَبُكَ الرَّدِي
ماذا أَضَفْتَ وهلْ أَتيْتَ سفاهَةً***بجَدِيدِ قولٍ أَمْ بأَمْرٍ أَوْحَدِ؟
فإذا أَجَبْتَ وقلتَ:إيْ؛ فنَدَامَةٌ***إذ نَهْجُنا ما ذا بِنَهْجِ تَفَرُّدِ
وإنِ اسْتَفَقْتَ وقلتَ: بل لي سالِفٌ***وطَلَبْتَهُ بل قُلْتَ: هيّا؛ يَحْرَدِ
لا نَهْجَ فِيه ولا إليْهِ ولا لهُ***وإذا به (سَفَرٌ) بعِيدُ المَقْصِدِ
فانْظـُر خَسِئْتَ إلى سَوالِفِ علمِكُم عِمِم***ما بين كالِحِ وَجْهِهِ والأَسْوَدِ
ما بَيْنَ مُنْخَنِقٍ وَمَوْقُوذٍ هُذا***وَمُضَيَّعٍ وَمُقَطَّعٍ وَمُشَرَّدِ
يا مَن (تَدَكْتَرَ) وانْحَنَتْ أَوْداجُهُ***بَينَ الجُموعِ مِن الشّبابِ الْبُرَّدِ
أَوْ بينَ جَمْعٍ مِن نساءٍ صُفِّدَتْ***ماذا تقولُ إذا حُشِرْتَ لِمَوعِدِ؟
فَارْضَ الْمَهانَةَ لا أباك فإنّما***لك قَطَّعَتْ مِن ثَوْبِها ما ترتَدِي
وأَشَدُّ مِن هذا المَهِينِ جُوَيْهِلٌ***قَزَمُ الجَهالَةِ إذ يَرُوحُ ويَغْتَدِي
عاصِ) الشَّرِيعَةِ والكِتابِ وَسُنَّةٍ***جانِي الثّمارِ بوَسْطِ صَحْرا فَدْفَدِ
عَيْبُ الرِّجالِ ولَسْتُ أَدْرِي مُنصِفًا***أَمِنَ الرِّجالِ أَمِ اسْتَشَبَّ كأَمْرَدِ
أَمْ شَبَّ عن طَوْقِ الرَّضاعِ فَخِلْتَهُ***ذا لِحْيَةٍ فَهَلِ اسْتَعَنْتَ بشاهِدِ!؟
فإذا به يُدْنِي الدَّواةَ مُبَيِّن***اًوَمُوَضِّحاً لَكِنْ لِشَرٍّ مُسْرَدِ
وهلِ الْتَقَيْتَ بِهِ لِتَعْرِفَ شأْنَهُ***في عِيِّهِ فكأَنَّهُ مِن أَعْمُدِ
غِرُّ الْمَقالِ سَفِيهَةٌ أَفْعَالُهُ***نَسْلُ التَّكَبُّرِ خالِفاً عن تالِدِ
ماذا دَهاه ولَيْسَ يُحْسِنُ جُمْلَةً***إلاّ بِسَلْبٍ مِن كَلامِ الْوالِدِ
ماذا بَلاه ولَيْسَ يُفْصِحُ قائِلاً***وَهْوَ الْمُشَبِّهُ ذي الْعَصا بِالْمِرْوَدِ
ماذا رَمَاهُ بِوَسْطِ بَحْرٍ مائِجٍ***يَهْوِي بِمَوْجٍ دُونَ مَوْجٍ عائِدِ
وَمَتَى بدا شيْطانُهُ يُوحِي لَهُ***وَحْيَ «الرُّدُودِ»وَجَنْبُهُ لَمْ يَرْقُدِ
واللهِ لَوْ رُمْتَ «الرُّدُودَ» وَجَدْتَها***سَبّاً وَشَتْماً وَارْتِجافَ الْحُسَّدِ
وَمَقالَةَ السُّوأَى وحِقْداً بالِغاً***والطَّعْنَ في دِينٍ بِجَهْدٍ مُجْهِدِ
وَتَساؤُلِي هل كانَ ذَلِكَ طالِباً***يوماً لِعِلْمٍ مِنْ إمامٍ (مُهْتَدِي
أَمّا الْجَوابُ فَظَاهِرٌ بَلْ بَيِّنٌ***في حالِ ذاكَ الْمُسْتَخِفِّ اللاّحِدِ
وأَراهُ مَعْ صَحْبٍ لَهُ في «رَدِّهِمْ»***مَثَلاً شَبِيهاً بالْمَقالِ السّائِدِ
كبَهِيمَةٍ عَمْياءَ قادَ زِمَامَها**** أَعْمَى على عِوَجِ الطَّرِيقِ الْحَائِدِ
فاهْنَأْ (عُوَيْصُ)- وَمَنْ تُدافِعُ عَنْهُمُ-***بأَبِي رُحَيْمٍ كـ(اللَّبُونِ) الشّارِدِ
وَاعْلَمْ بأَنَّ (الْبُزْلَ) أَشْياخٌ لَنَا***هُمْ شَوْكَةٌ في جَوْفِ حَلْقِ الْمُعْتَدِي
فـ (النَّصْرُ) مِنّا حامِلٌ قُرآنَنا***و(سَلِيمُنا) مِنْهُ الْهِلاَلُ إلى غَدِ
والثّالِثُ (الْمَشْهُور) فِينا مُحْتَذٍ***حَذْوَ الْبَقِيَّةِ في اتِّباعِ مُحَمَّدِ
و(عَلِيُّهُمْ) في ذا «الْكِتَابِ» كأَنَّهُ***نارٌ تَلَظَّى فَوْقَ رأْسِ عَمَرَّدِ
وَبَقِيَّةُ الأَشْياخِ (يُسْرٌ) (باسِمٌ)***وكذا (حُسَيْنٌ) نَحْوَخَيْرِ الْمَوْرِدِ
هَذِي اللُّيُوثُ لَنا فَهَاتُوا جَمْعَكُمْ***جَمْعَ التَّفَرُّقِ والضَّلاَلِ الْمُكْسَدِ
اللاّبِسِينَ ثِيابَ زُورٍ شائِنٍ***والْحَامِلِينَ سِمَاتِ زَيْفٍ مُغْمَدِ
والْجَامِعِينَ لِكُلِّ رأْسٍ تالِفٍ***ذي نْهَجِ سُوءٍ واخْتِلالِ عقائِدِ
لَكِنْ أُسودُ الْعِلْمِ أَشياخٌ لَنا***يُؤْتُونَكُمْ كَشْفاً بِسَهْمٍ مُوقَدِ
يُبْدِي عَوارَ مَقالِكُمْ «بُرهانُهُ»***والْحَقُّ يَبْدُو في شدِيدِ الْمَشْهَدِ
بالسُّنَّةِ الْغَرّاءِ يَعْلُو أَمْرُنا***وَلِوَاؤُنا في عِزَّةٍ مِنْ سُؤْدَدِ
هذا الْقَرِيضُ بَيانُ حَقٍّ فالِقٌ***هامَ الجَهُولِ بِسَيْفِهِ الْمُتَجَرِّدِ
والْحَمْدُ للهِ الْعَظِيمِ إلَهِنا***ثُمَّ الصَّلاةُ على النَّبِيِّ مُحَمّدِ
بقلم الشيخ علي حسن بن عبد الحميد الحلبي الأثري وأحد شعراء الدعوة السلفية نُقلت من موقع الشيخ علي حفظه الله